أصبح المشهد الآن في قضية تسريح العمانيين يغلب عليه الدراما المؤلمة بسبب الشعور بالظلم والإجبار، فبعد انقضاء يوم طويل من الجد و العمل، وليلة طويلة تخلوا من الراحة، بدأ اليوم الجديد بمأساة جديدة، فقد وجد العمال انفسهم بين خيارين كلاهما أصعب من الآخر، وهما إما الموافقة على تخفيض الأجور بشكل غير عادل وإما التسريح بشكل نهائي، ليبدأوا في ضغوطات نفسية جديدة، وتصبح كل تلك السنوات التي ملؤها بالعطاء والتضحيات هباء منثورا.
وعلى الرغم من الجهود الحكومية الحثيثة المتواصلة والمطالبات البرلمانية والمناشدات المجتمعية لوضع حل لقضية التسريح، إلا أنه مازالت المعاناة قائمة بسبب بعض الشركات، حيث تفاجأ عدد من العمال العمانيين، وبالأخص في شركتي عمان شابورجي بالونجي بتخييرهم بين تخفيض أجورهم بنسبة 40% أو التسريح، مما تسبب في حالة صدمة وغضب لدي العمال وعلي إثره فقد يؤثر سلبيا علي برنامج رؤية عمان 2040.
قضية تسريح العمال العمانية في سلطنة عمان
وفي لقاءات مع أحد العمال الذين تواصلون مع معاذ بن عبدالله الساحب رئيس نقابة عمال شركة عمان شابورجي، حيث أوضح الساحب : أنه في بداية الأمر تم إخطار فريق العمل الذي تم تشكيله لمعالجة أوضاع القوى العاملة المنهية خدماتهم بالفعل في شركة عمان شابورجي بتاريخ 17 يونيو 2021 م، وكان ذلك بنية إنهاء خدمات عدد من العمال، وقد تم رفض الطلب المقدم من الشركة من قِبل الفريق.
وأضاف الساحب قائلًا: أنه قامت الشركة بمعارضة القرار وتم إنهاء خدمات العمالة قبل شهر بدون علم مسبق لهؤلاء العمال، كما أنه تم وقف صرف الأجور لهم، و تتراوح مدة خدمة العمل للعمال الذين تم إشعارهم بين 3 إلى 6 سنوات، ومن الجدير بالذكر أن نظام عقود العمل بالشركة؛ (عقد مفتوح المدة، عقود مرتبطة بانتهاء المشروع، عقود محدد المدة) وعقود العُمال الذين تم انتهاء، خدماتهم (هي عقود مفتوحة المدة)، وأكد الساحب أنه قامت الشركة بإجبار هؤلاء العمال على الاختيار بين تخفيض قيمة الأجر بنسبة 40% و البقاء في المنزل أو إنهاء خدماتهم بشكل نهائي.
قد يهمك : رابط التقديم علي وظائف وزارة العمل عمان 2022 الشروط والتخصصات المطلوبة
وذكر الساحب في الأخير بأنه وصل عدد العمال المنهية خدماتهم إلى 10 عُمال، موضحا أن الشركة لديها نية مخاطبة 150 عاملًا آخر من مشروعي: عمان مول ومشروع متحف عمان عبر الزمان.
مفارقات جديدة في قضية تسريح العمانيين
واستكمالا لتفاصيل ومفارقات قضية تسريح العمالة العمانية فقد استضافت إحدى الإذاعات المحلية منذ عدة أيام فيما يخص طرح القضايا الوطنية في عمان أحد المُسرحين وكان من حملة الشهادات العُليا، ولدية خبرة واسعة، و هو أحد العمال الذين تم تسريحهم والاستيلاء على حقوقهم
وتحدث العامل مستعجبا لموقف الشركات الغريب من تسريح العمال في سلطنة عمان، حيث صرح أنَّه تم تسريحه من عمله ليتفاجأ بعدها باتخاذ الشركة قرار بتعيين 5 وافدين، والأغرب في الأمر أنه تم توظيفهم في وظائف كانت ضمن الوظائف المقرر تعمينها من قبل وزارة العمل، وبكل تأكيد أن الأحق بها هم الشباب العُماني، ويتساءل في استنكار أين المُراقبة هنا يا وزارة العمل.
وأضاف في تصريحاته مشيرا إلى وجود سياسة تمارسها هذه الشركات من خلال تسريح العمال العمانيين أصحاب الرواتب الكبيرة، لتستبدلهم بشباب عُمانيين من ذوات الرواتب الزهيدة أو بالوافدين الذين يقبلون من الممكن أن يقبلون بنصف الرواتب المُخصصة للعمانيين.
تابع ايضاً: رسوم حماية المستهلك الجديد في عمان 2022 قائمة خدمات المستهلك الجديدة
وأنهى العامل تصريحاته بقوله أن الغريب في الأمر أن قضية التسريح لقيت اهتماما واسعا في المجتمع العماني، ولكن قابلها تجاوب ضعيف من قبل الجهات الحكومية، ولا نقصد هنا إصدار القرارات أو نشر التصاريح أو عقد الاجتماعات ولكن نتحدث عن الناتج وما لمسه العامل في القطاع الخاص من إنصاف له ضد الشركات وحماية ضد التسريح .