“علشان الرحمة والرزق”.. سبب تسمية شهر رجب بـ”الأصب” وفضله

شهر الله، الأصب، المقيم، المعلي، الشهر الحرام.. هكذا تعددت أسماء شهر رجب، التي عرفت عنه أما من القرآن، أو مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، أو مما أطلقه العرب عليه قديمًا، فقد عرف باسم الشهر الحرام؛ لأنه أحد الأشهر الحرم، التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال على المسلمين، وعظم فيها الأجر والأثم، فعلينا أن نستغله؛ لمضاعفة الأجر.

 ‏لماذا سمي شهر رجب بالأصب؟

‏وقد أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، على شهر رجب الأصب، على الرغم من تعدد أسمائه، وأما عن سبب تسميته بشهر الأصب، فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الرحمة تصب فيه صبًا، كما ذكرنا سابقًا يعظم فيه الأجر، ويصب الله سبحانه وتعالى فيه من الخير والرزق صبًا، فكان المسلمين يكثرون فيه من الدعاء.

"علشان الرحمة والرزق".. سبب تسمية شهر رجب بـ"الأصب" وفضله
شهر الأصب

‏ووفق ما ورد عن الصحابة فإن الرحمة كان تصب فيه، فكانوا يجدون مرضاهم تشفى في رجب، وكذلك كانوا يجدون أرزاقهم تزيد في رجب؛ لأن الله يصب فيه من قبوله وبركاته للدعوات، كما عرف باسم “منصل الأسِنّة”، وفق ما رواه البخاري عن أبي رجاء العطاردي.

‏قال أبي رجاء العطاردي إنهم كانوا يعبدون الحجرَ، وفي حالة وجدوا ما هو خيرًا منه من الحجر، ألقوه وحصلوا على الأفضل، وتابع: “فإذا لم نجد حجرًا جمعنا حَثْوةً من تراب ثم جئنا الشّاءَ ـ الشِّياه ـ فحلبْنا عليه ثم طُفنا به، فإذا دَخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنّة، فلم نَدع رُمحًا فيه حَديدة، ولا سهمًا فيه حَديدة إلا نزعناه فألقيناه”.

 ‏فضل شهر رجب

‏قال الله تعالى عن الأشهر الحرم، ومن ضمنها شهر رجب في كتابه العزيز: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم) (سورة التوبة: 36)، أي أنه أحد الأشهر المعظمة عند الله؛ لذا علينا الإكثار من الدعوة فيه.

‏يوجد شهر رجب وحده منفردًا، في حين أنه هناك 3 أشهر متتالية من الأشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة والمحرم، قال عنهم الله سبحانه وتعالى (فإذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُم فاقْتُلُوا المُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُموهُمْ) (سورة التوبة: 5)، وحرم الله سبحانه وتعالى الظلم فيها، وكذلك القتال وحرم معصية الله، على الرغم من أنها محركة في كافة الأوقات، إلا أنه عظم أثمها خلاله.

"علشان الرحمة والرزق".. سبب تسمية شهر رجب بـ"الأصب" وفضله
الأشهر الحرم

فضل شهر الأصب

وقال القرطبي عن شهر رجب في تفسيره أن العرب كانت تُسمّيه منصِلَ الأسنة، ومنصل تعني مُخرج؛ لأنه يتم إخراجها من أماكنها؛ إبطالًا للقتال خلال أيامه؛ لحرمته وقطعًا لأسباب الفتن، ووفق ما قاله البخاري عن أبي رجاء العطاردي، إنهم كانوا يخرجون نصل السهم من مكانه في شهر رجب، وأما عن فضل الصيام فيه، قال أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن صوم الاثنين فقال: ( فيه ولدتُ، وفيه أُنزل عليَّ )، أي أن أفضل أيام الصيام فيه هو الاثنين.

لذا فعلينا الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وترديد الأذكار بشكل منتظم، وكذلك الأدعية ومنها:

  • اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
  • اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان وأعنا يا الله على حفظ اللسان وعلى الصيام والقيام، وغض البصر ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش.
  • اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، اللهم إني أعوذ بك من المأثم، اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر.