إذا مانع الله تعالى وأحل للرجل أن يتزوج حتى أربع زوجات، يعتبر هذا السؤال محورًا للنقاش والتفكير. يتعلق هذا السؤال في الأساس بالإيمان بالله سبحانه وتعالى. جميع الديانات متفقة على أنه لا يجوز للمرأة أن تكون في علاقة زواج إلا مع زوجها الشرعي. يشمل ذلك الإسلام، وأيضًا الديانات السماوية الأخرى مثل اليهودية والنصرانية.
الإيمان بالله يعني الامتثال لأحكامه وشرعه، فهو الحكيم والعليم بما يصلح للبشر. يتعين علينا كأتباع لهذه الديانات فهم حكمه وأحكامه، حتى وإن لم نفهم دومًا حكمته بشكل كامل.
بالنسبة لمشروعية التعدد للرجل ومنعه للمرأة، تظهر هنا بعض الحقائق الواضحة. فالله سبحانه جعل النساء وعاءً، وليس الرجال كذلك. لو حدث أن حملت المرأة جنينًا من عدة رجال في وقت واحد، لما كان بإمكان أحد التعرف على أبيه، ولاندمجت أنساب الناس وتهدمت البيوت. كما أن المرأة قد تكون غير قادرة على تحمل العبء الثقيل لتربية وإعاشة الأطفال الناتجين عن هذه العلاقات المعقدة، وربما اضطرت النساء إلى اللجوء إلى تعقيم النفس لتجنب مشاكل محتملة.
إن عدم السماح للمرأة بتعدد الأزواج والسماح للرجل بأن يتزوج حتى أربع نساء هو موضوع يشكل جزءًا من الإيمان والشريعة الإسلامية. يُفترض أن يكون هناك تقدير والامتثال لأحكام الله سبحانه وتعالى. الأمور الدينية كثيراً ما تفوق قدرة الإنسان على فهمها بشكل كامل، ولكن من الواضح أن هذه القواعد والتشريعات تأتي من خلال حكمة إلهية.
من الناحية الطبية، يُشير البعض إلى أن انتشار الأمراض المزمنة والخطيرة مثل الإيدز يمكن أن يكون مرتبطًا بتعدد الشركاء الجنسيين. يُفترض أن اختلاط السوائل المنوية في رحم المرأة يمكن أن يسهم في انتقال هذه الأمراض الخطيرة. ولذلك فإن الإسلام أقر بالعدة للمرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها، حيث يُتيح لها الزمن الكافي لتطهير رحمها ومسالكها من آثار الزوج السابق وكذلك من الدم الناتج عن الطمث الذي يلعب دورًا في هذه العملية.
إذا كان المقصود من السؤال البحث العلمي، فيفضل على الباحث الرجوع إلى المصادر العلمية والكتب التي تتناول موضوع تعدد الزوجات وتفسر الحكمة وراء هذا التشريع.