انتحار وفراق واكتئاب
القصة ليست وليدة اللحظة، بل عمرها يمتد إلى أيام، عندما كان يمر شقيقه الأكبر بظروف نفسية قاسية، وضاقت نفسه بالدنيا، فدخل إلى غرفة في منزلهم، وشنق نفسه، مودعا الحياة، تاركا شقيقه الثاني يعاني من الوحدة والفراق والاكتئاب، وهي المشاعر التي سيطرت على حياته عقب رحيل شقيقه.
الأسرة تحاول دعم الشاب العشريني
حاولت الأسرة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وطالبت ابنهم العشريني أن يخرج مع أصدقائه، وأن “يتفسح”، ويذهب إلى هنا وهناك حتى تستريح نفسيته، ويعلم أن الحياة يجب أن تستمر، وأنه لو أنهى كل شخص حياته بعد موت شقيقه أو والده أو والدته أو حبيبه، أو صديقه فإن الحياة كانت انتهت، ولم تستمر.
الشاب يتمسك بالحزن ويرفض الطعام
رفض الابن محاولات أسرته، وآثر الوحدة والبعد عن الأصدقاء، وفضل أن يقضي أغلب يومه في البكاء رافضًا الطعام، واستسلم لمشاعر الحزن، تاركا لها إرادته لتفعل به ما تشاء.
استمر الوضع على هذا الأمر، واستيقظت الأسرة على فاجعة كبرى أمس، عندما ذهب الابن أيضا إلى الغرفة التي انتحر فيها شقيقه منذ أيام، وفوجئت به معلقًا في مشنقة صنعها لنفسه داخل غرفته.
رسالة وداع
إلى جانب الجثمان المدلى على حبل المشنقة، عثرت الأسرة على رسالة من الابن الذي أبى أن يترك الحياة دون رسالة وداع لأهله، حيث وجدوا ورقة كُتب فيها: “زهقت من الحياة”، كما وجه رسالة إلى شقيقه المتوفى منذ أيام قليلة قائلا: “مش قادر أكمل حياتي من غيرك”.
بلاغ إلى الشرطة.. والنيابة تفحص الجثة
وكشفت التحريات أن الشاب ظل فى المنزل طوال الأيام الأخيرة له بدون خروج يعانى من أزمة نفسية حادة حزنا على شقيقه المنتحر، حتى قرر إنهاء حياته منتحرا.
تحرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة العامة التحقيقات في الواقعة، وقررت النيابة تشريح الجثة للوقوف على أسباب الوفاة وصرحت بالدفن بعد صدور تقرير الصفة التشريحية للشاب.