“محدش يبكي عليا.. أنا شوفت الجنة بعيني”

والد الشهيد عمرو صلاح.. اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق كرم ابني.. وعرفت خبر استشهاده من التلفاز

المهندس صلاح عفيفي “فخور إن عمرو ابني لأنه واحد من أبطال عملية الواحات الإرهابية”

مقاتل من طراز فريد كأنه خلق بطلا، شجاعته وإقدامه ترجمتها مواقفه البطولية سواء بزيه الشرطي أو المدني، مسيرة ليست بالقصيرة قضاها النقيب عمرو صلاح الدين أحد أبطال العمليات الخاصة داخل أروقة وزارة القبضة الحديدية فجاءت المكافأة السماوية.

عرفه الكثيرون عبر شاشة السينما ومشاركته في فيلم “الخلية” قبل أن تتصدر صورته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نهاية عام 2017.. نال “عمرو” الشهادة مسطرا بدمائه العطرة قصص وحكايات ستظل باقية أبد الدهر تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل.


كُرم لحفظه نصف القرآن الكريم

يقول المهندس صلاح عفيفي والد الشهيد إن نجله كان حافظا لنصف آيات القرأن الكريم في المرحلة الابتدائية وتم تكريمه من إدارة المدرسة، حينها، وكانت أمنيته منذ الصغر الالتحاق بكلية الشرطة رغم التحاقه بكلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية وحصوله على تقدير جيد جدا في عامه الأول لكنه في السنة الثانية إلتحق بكلية الشرطة.. مبينا” قدم في كلية الشرطة قبل ما يدخل كلية التجارة لكن التقرير الأمني اللي اتعمل عنه متقدمش للكلية وده كان سبب تأخيره للسنة الثانية”.


التحق بكلية التجارة ثم كلية الشرطة

لا تزل كواليس العام الذي تقدم فيه الشهيد عمرو لكلية الشرطة عالقة في ذهن والده قائلا “كنا في المصيف بالإسكندرية وقال لي مسافر القاهرة يومين وراجع، وكان وقتها بيقدم في كلية الشرطة، ولما رجعنا كنت بروح معاه وانتظره لحين الانتهاء من التدريبات”.


دفعة 2009 وعمل بالعمليات الخاصة

تخرج الشهيد من مصنع الرجال دفعة 2009 والتحق حينها بإدارة العمليات الخاصة في إدارة الأمن المركزي لكن أسرار عملته كانت طي الكتمان.

شارك في أكثر من 100 مأمورية لضبط عناصر إرهابية

يقول الأب “عمرنا ما كنا نعرف حاجة عن شغله ويمكن شارك في أكثر من 100 مأمورية لضبط عناصر إرهابية لكن عمره ما قالنا، مأمورية واحدة كان في سيناء حوالي عشر أيام، دي الوحيدة اللي قال لنا عنها” مضيفا “كان بيقولنا أنه متواجد في القطاع علشان منخافش عليه، وعرفنا من زملائه بعد استشهاده أنه شارك في عمليات ضد الجماعات الإرهابية”.

قبل استشهاده بساعات أخبر والده بمشاركته في مأمورية لضبط عناصر إرهابية

وعن يوم استشهاده في حادث الواحات الإرهابي يتذكر المهندس صلاح عفيفي “كنا عارفين أنه متواجد في القطاع، وكنا كل يوم بنكلمه”، مشيرًا إلى أنه قبل الحادث أخبره نجله بتواجده داخل القطاع لكن مساء يوم الخميس على غير العادة، أخبره بإشتراكه مع زملائه في مأمورية لضبط عناصر إرهابية دون إخباره عن مكانها.. “كان أول مرة يقول لي أنه في مأمورية، وكنت بكلمه كل ربع ساعة اطمن عليه ومكنش بيرد عليا ووقتها قلقت عليه”.


والده عرف خبر استشهاد نجله من التلفاز

وعن اللحظات الأولى التي تلقى فيها الخبر الصادم يوضح المهندس صلاح عفيفي، بمعرفته خبر استشهاد نجله حوالي الساعة 5 مساء يوم الجمعة من التلفاز، حال مشاهدته برنامج للإعلامي مصطفى بكري.. “قال أنه في اشتباكات مع عدد من العناصر الإرهابية بالواحات البحرية وابني أستشهد” متذكرا ما جاء على لسانه حينها “قُلت الحمدلله لا إله الا الله ده شهيد”.


عريس في الجنة

أم عن والدته “كانت يومها عند ابني الكبير في شقته في مدينة 6 أكتوبر، وعرفت خبر استشهاده لما رجعت البيت وكانت وقتها حاسة إن عمرو حصله حاجة لغاية ما عرفت” لافتا إلى أنه كان رفقتها لدى نجله وسبقها بعودته إلى منزلهم بمنطقة مصر الجديدة، وجلس وحيدا بعد معرفته بخبر استشهاده “عريس في الجنة” كما كُتب على لافتة العزاء في مسجد الشرطة بالتجمع الخامس.

وواصل الأب “يوم عزاء ابني الناس كلها كانت متواجدة، والشوارع مغلقة لكثرتهم، مستطردا:” فخور إن عمرو ابني لأنه واحد من أبطال عملية الواحات الإرهابية، والرئيس عبد الفتاح السيسي قال لي عند تكريمي: “الشهداء عمرهم ما هيتنسوا، وأنت لازم تكون فخور إن عمرو ابنك”، موجها له الشكر لعدم تهاونه في الثأر لشهداء الوطن.


الشهيد عمرو صلاح يترك رسالة لوالديه

وتابع والد الشهيد “بعد استشهاده فوجئنا أنه كان بيكتب في أيامه الأخيرة رسالة لوالدته.. جاء مضمونها “متزعليش عليا لو استشهدت وأنت يا بابا متزعلش عليا.. زملائي اللي استشهدوا في الجنة دي حاجة تنبسط منها”، موضحًا أنه فوجئ برسالة الابن عبر أحد المجندين، كتب رسالته وتركها أسفل وسادته، وقال لزملائه لو استشهدت قولوا لوالدي ووالدتي محدش يبكي عليا.. أنا شوفت الجنة بعيني”.


وزير الداخلية كرم الشهيد عمرو صلاح

يضيف والد الشهيد أن له 3 أبناء هم (شادي، فادي، وأصغرهم عمرو) حيث نال العديد من الأوسمة أبرزها تكريمه من قبل اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية آنذاك وتحديدا على جهوده في أحداث مسجد الفتح وقسم الأزبكية “كلمه شكره الساعة 12 بالليل”.

وعن مشاركته في فيلم الخلية يقول الأب “اختاروه يشارك فيه والفنان أحمد عز، أهدى الجائزة التي حصل عليها على روح نجلي، مضيفا “طلب من اخوه يشوف الفيلم وبالفعل شاهده في السينما واحنا شاهدناه وقت عرضه على التلفاز.

مرارة الفراق وفقدان الابن هدأت بعض الشيئ مع القصاص العادل يوضح المهندس صلاح “ارتاحنا لما حكموا بالإعدام على العشماوي والمسماري” مختتما حديثه “مش هنرتاح غير لما آخر إرهابي يتعدم”.