يصيب الأطفال حول العالم.. ما هو الفيروس المنتشر بين الأطفال هذا الوقت من العام؟

شهدت الأشهر القليلة الماضية، ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بين الأطفال، بنصف الكرة الأرضية الشمالي، بما يسميه الأطباء “الفيروس المخلوي التنفسي”، حيث ذكرت التقارير أنه مع بداية 2021، بدأ العاملون بمستشفى أطفال في بروكلين تدعى “مستشفى موسى بن ميمون”، يشعرون بحالة من ارتياح الحذر، خاصة مع تراجع معدلات الإصابة بعدوى كورونا المستجد في المدينة بهذه الفترة، هذا بجانب تراجع معدلات الإصابة بالفيروسات الأخرى نتيجة التزام الأفراد بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة والتباع الاجتماعي واستخدام الكحول وغسل اليدين باستمرار، ولكن الأمر لم يطل، حتى حل شهر مارس وبدأ معه ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بين الأطفال الرضع، ممن قدموا للمستشفى يعانون من أعراض السعال وصعوبة بالتنفس.

ما هو الفيروس المنتشر بين الأطفال

وقد تم تشخيص تلك الإصابات بين الأطفال بفيروس RCV والذي يطلق عليه الأطباء الفيروس المخلوي التنفسي، وهو ينتشر بكثرة خلال موسم الشتاء، ويسبب للأطفال العديد من مشكلات الرئة، إلا أنه على غير المتوقع، ارتفعت أعداد المصابين بهذا الفيروس خلال هذا الوقت من العام بدلًا من تراجعها وفقًا لتوقعات الكثيرين.

هذا كما أشهرت الأشهر التالية للفترة المشار إليها كذلك، ارتفاعات ملحوظة في معدلات الإصابة بالفيروس، شملت مناطق سويسرا وجنوب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان”، وكشف الأطباء وقتها أن السلوك الذي يظهره الفيروس غريب على غير المتوقع، معتقدين أن هذا ربما يكون نتيجة غير مباشرة لجائحة كورونا، هذا ويذكر أن الإجراءات الوقائية التي تم تطبيقها على خلفية انتشار عدوى كورونا المستجد وإجراءات الإغلاق التي طبقها الدول بالعام الماضي، قد ساهمت وبشكل كبير في تحجيم معدلات انتشار العدوى بالإضافة إلى العديد من الفيروسات التنفسية الأخرى التي كانت تصيب الأطفال، وبهذا لم يحظ الأطفال بفرصة لتكوين مناعة ضد الفيروس.

ما هو الفيروس المنتشر بين الأطفال
ما هو الفيروس المنتشر بين الأطفال

السبب وراء انتشار الفيروس

هذا ومع اتجاه الدول لتخفيف حدة إجراءات الإغلاق المطبقة على خلفية تراجع معدلات الإصابة بكورونا، أصبح الكثير من الأطفال معرضين للإصابة بالعدوى، الأمر الذي تسبب بدوره في حدوث طفرات في أوقات غير متوقعة بالمرة، وقد تحول الفيروس إلى فيروس يمكن أن يفاجئ المستشفيات والأهالي، بعد أن كان يتم توقعه خلال فترة معينة من العام.

الجدير بالذكر أن ارتفاع معدلات الإصابة قد تسبب وبشكل ملحوظ في امتلاء المستشفيات واكتظاظها بالحالات المصابة، الأمر الذي دفع الأهالي إلى حالة من التأهب، وكشفت مديرة قسم الأمراض المعدية في مستشفى موسى بن ميمون، وتدعى رابيا آغا خلال تصريحاتها “أصبحت وحدة العناية المركزة لدينا ممتلئة عن آخرها مرة أخرى، ليس بمرضى فيروس كورونا، لكن بمرضى مصابين بفيروس آخر”، معبرة عن الارتفاعات الملحوظة في أعداد الحالات.

انتشار الفيروس حول العالم

هذا وقد كان شهر أبريل الماضي بمثابة ذروة لمعدلات انتشار الفيروس بين الأطفال، وقد أظهر أغلب المصابين حاجة ماسة لدخول العناية المركزة، وقد انتشر الفيروس بكثرة بين الأطفال الذين تمت حمايتهم خلال فترة كورونا من الأمراض المعدية، ولكنهم أصبحوا وبشكل مفاجئ معرضين للأمراض المعدية ومنها فيروس المخلوي التنفسي، وكشف رئيس قسم الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي في زيوريخ، ويدعى “كريستوف بيرغر” خلال تصريحاته “لقد فاجأنا ذلك. كنا نعلم أنه شيء يجب البحث عنه والاهتمام به، لكننا لم نعتقد أنه سيكون بهذا العدد”، وكشف بيرغر أن الحالات في الغالب تصل لذروتها في شهر يناير، وتصل في شهري يونيو وأغسطس للصفر، ولكن فصل الشتاء لهذا العام لم يتم تسجيل أي إصابات ملحوظة بالفيروس، ولكن بدلًا من هذا، كانت الارتفاعات قد تم تسجيلها بداية من يونيو.