“ماذا فعل فيهم” .. قصة خالد بن الوليد “رأيت الرجل ينكح كما تنكح المرأة” .. وكيف عاقبهم

ورد عن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أنه رأى جماعة من الناس يأتون الذكور دون الإناث، بمعني أن الرجل ينكح ويتزوج الرجل دون المرأة كما كان الحال في قوم لوط، ومن المشهور ما فعل الله -عز وجل- فيهم بسبب إتيانهم هذه الأفعال الشنيعة التي قد تفوق إثم القتل وتأتي بعد الشرك بالله في الذنب -والعياذ بالله-، فكان عذابهم هو الهلاك بالصيحة وجعل عالي القرية أسفلها.

 

ملخص القصة

ثبت عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه وجد في بعض المناطق رجلاً ينكح كما تنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فاستشار أبو بكر الصديقُ الصحابةَ رضي الله عنهم، فكان علي -رضي الله عنه- أشدهم قولاً فيه فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه، وقال ابن عباس ينظر أعلى ما في القرية من بنيان أو جبل، فيرمى اللوطي من فوقه منكساً.

 

وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول” رواه أصحاب السنن، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط ثلاثاً، ولم يلعن أحداً من أهل الكبائر ثلاثا إلاّ من فعل هذا.

 

عذاب قوم لوط

نزل جبريل -عليه السلام- إلى قوم لوط ليعذّبهم، فقام بضرب وجوههم بجناحه ضربةً طُمست فيها أعينهم، وحمل جبريل -عليه السلام- مدائنهم حتى سمع أهل السماء الدنيا نَبْح كِلابهم، ثم قلبها عليهم، وأمطر عليهم حجارةً من سجيل، قال الله -تعالى- واصفاً ذلك: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}، والسجيل هو الطين، إلّا أنّ لوطًا قد نجا مع أهله إلّا امرأته كانت من الهالكين.

كما عُذّبوا بالصيحة، لقوله -تعالى-: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ}،والمراد بالصَّيحة: هو العذاب الذي يُرافقه صوت عالي ومزعج، وفي الآية بيانٌ بأنَّ العذاب كان في وقت شروق الشمس.